Tuesday, May 8, 2007

قاموس الحياة

بدأت وانتهت. تنتهي الأمور أسرع من ما تبدأ. خاصة العلاقات الحقيقة، تأخذ وقتها في البداية ليتأقلم الأطراف بدراسة بعضهم البعض، ليبحثوا عن خواص شبيهة، ليلتقطوا شرارات انسجام بينهم ومن ثم تبدأ الرحلة، لتنتهي يوماً.

إما باختلافات تنتهي، بتداخل توجهات أخذت تتناقض، بتباعد نسبي أو بأعفّ طريقة لا تشمل تحكمات بشرية؛ الموت.

اليوم انتهت علاقة قيمة بالنسبة لي، استمرت أكثر من أربعة شهور رائعة. الألم يقهر، يتضاعف، يجبر تلك المواد المسكنة للألم على الانذراف بعدما حسبتها انكبتت سنوات طويلة (وياليتها سكنّت شيئا!)، يكتم جوارحي باستعباد متكرر لا نهائي، يخزق ما تبقى من أحاسيس [لَهُ]، يستوحد بقية المشاعر، يلقنني دروساْ، ويضيف إجابات لبضع أسئلة خالجتني...ه

الأهم من هذا وذاك هي فهم العِبَر من تلك التجارب المرّة، وتكويمها في قاموس الحياة البسيط (الناقص) والذي يستزيد منه كل كائن بشري في هذه النطاق الكبير. نفض الغبار عن محتويات هذا القاموس هو أمر شديد الحساسية لكنه التزام يجب علينا التمسك به لنبدع، لنكوّن، لننتج ولنغيّر حتى ولو نيوترون واحد (رمز للتوازن داخل عناصر الذرة) من هذة الذرة المتنامية بارتقاء، والتي تتحرك بإحكام مدروس؛(الحياة)ه

يوم آخر مَرْ وأنا اُقتحم (بضم الهمز)، يهتك الألم كثيراً ولا يرحم، ينهش صفحات وصفحات، كلما استجمعت ذاكرتي نهاية لقائنا الأخير:

وقف من على الكنبة ووضع ورقة نقدية على الطاولة بجانب الأكل الذي لم يُلمس، مدّ يده نحوي فقمت من مقعدي، نظر إلي بألم وضمني إليه بحزم نحو خمسة دقائق –كمن يودّع فرداً متوجهاً إلى نهاية حتمية-.ه

همس في أذني: لم يثقب أحدٌ منذ فترة طويلة ذاك المكان المسوّر داخلي حتى وصلت أنت. ابسط أجنحتك فلديك حياة مرحّبة بمصراعيها.

حاولت جاهداً جعل أحبالي الصوتية تتحرك، لكن عبرتي كانت خانقة، كما دموعي الحقيرة.

قلت: عِدْني بسماحي لرؤيتك.

هزّ رأسه بهدوء آلم.

فكرّرت بصوت (وجسدٍ) يرتجف: أتعدني؟

هزّ رأسه، ثم توجه نحو باب المحل، وقف لحظة ونظر إلى الخارج بعينين تبحثان عن أمل مفقود، دفع الباب...ه

ورحل

Tuesday, February 6, 2007

موازين مجنونة

الليلةُ الليلة، من أحد الليالي التي سأرّحب (وأُفخّم على أرحّب) بكل ما أوتيت من طاقة...ه

الليلةُ الليلة، من أحد الليالي التي سأفجّر كل حواسي إن تباسلت قليلاً كي...ه

الليلةُ الليلة، من أحد الليالي التي لن أمانع في استبدال أعضاء وأرواح ل...ه

الليلةُ الليلة، من أحد الليالي التي تناقلت فيها مشاعري تصريحات أرعبت قسمي الطفولي لكنها فاجأت –بأريحية- القسم الآخر (هذا الأخير ليس ببالغ أو راشد لكنه مجرد قسم أوضح، واقعي ومتصل بزمني وموقعي)ه

الليلةُ الليلة، من أحد الليالي التي لم أتكبد عناء سؤال لماذا قلتُ ماذا قلت...ه

الليلةُ الليلة، من أحد الليالي التي تشجّعت وسِرْتُ في وسط الشارع الفرعي أمام سيارات هتفت بمزاميز مستغربة تسألني كيف تسلّم روحك الآن؟ كيف وصلتَ إلى تلك الموازين المجنونة؟ كيف قررّت بأنه الوقت اللائم كي تحلّق تاركا جسدك المادّي على أرض الشارع...ليفنى؟

...الليلةُ الليلة، من أحد الليالي التي كنت لن أمانع بأن أموت مُسَلّمّا كل شئ لأنني...

لَمَسْت حلماً من أحلامي