Thursday, December 14, 2006

البداية: من نحن؟

*القبض على 26 من الشاذين جنسياً في عرس جماعي" بأبو ظبي*

لقاء القبض على أكثر من (45) شاباً شاذاً تجمعوا في إحدى الاستراحات في ضاحية العزيزية بالمدينة المنورة*
*الشرطة السعودية تُلقي القبض على 92 شخص في "حفل شواذ" بمركز صفوى في محافظة القطيف*

*الشرطة المصرية اعتقلت 179 شاذا منذ 2001 عبر مواقع الإنترنت الشخصية*

*أعلن بيان لوزارة الداخلية السعودية عن تنفيذ حكم الإعدام لثلاثة سعوديين شواذ تزاوجوا في الرياض*

تلك عناوين أخبار مغرية...باتت تمثل واقعاً شُكّل لأسباب كثيرة....منها عدم احترام خصوصية الفرد في مجتمعاتنا العربية وبالأحرى الخليجية، والنظرة الدونية لكل إنسان اتخذ مسارا مختلفا. سأحاول عدم التطرق كثيرا إلى تلك النقاط، بل التركيز على بحثي الأساسي

موضوعي المطروح، معقدٌ جداً اليوم أمام مفاهيم واستيعاب البشر، و مع ذلك نلاحظ إنجازاتٍ خارقة داخل بعض الحكومات عن غيرها وهذا يستعرض وبقوة مبدأ حقوق الأفراد و الحرية الشخصية لكل مواطن ما لم تتعدى على حرية الآخرين والعكس صحيح ...نرى بالطبع اختلافا في التشديد على تطبيق قوانين التعذيب الخاصة بالشواذ جنسيا من نظام إلى أخر على حسب عوامل مختلفة تتحكم فيها المنطقة وثقافتها التاريخية مع الحالية طبعاً...أُصارع في هذه القضية مع نفسي وغيري بشكل يومي تقريبا...لتغيير المفاهيم المعروفة والمصنّفة من قبل المجتمعات لها بأنها شذوذ و انحراف عن الاستقامة...بأنها سبب سخط الله على الأرض...بأنها المرض النفسي في هذا العصر والذي سببت جدولا من الأمراض الجسدية الأخرى...أتحدث عن النظريات والدراسات العلمية لها...أتحدث عن نظرة المجتمعات لها...أتحدث عن نظرتي كمثيلي لنفسي...أتحدث عن نظرة غيري من مثيلين لأنفسهم...لأستطيع في الأخير ايصال نظريتي بأن الطريق الذي اختاره أنا أو "الأسلوب الحياتي الذي أقرر العيش فيه، أنا" هو حقي كإنسان عاقل، ناضج ومنتج في عالمي...لا يستطيع أحد، مجموعة أو قوى طبقية كبرى في التحكم بذلك مادام مبدأ الحرية الصحيح يرفس برجليه على أرضي، وليس بالضرورة (وطني) فقط

استمدت كثيراً في طرح معلوماتي من أبحاث تمت داخل الشبكة (من موقع حلم بشكل خاص ومواقع اخرى متناثرة) ومن الواقع الفعلي. أريد أن أوضح نقطة مهمة كبداية...سيرمي الكثير أمامي بالاتهامات ومنها بأنني أجرّد شعاراتٍ وأحكاماً دينية، علمية و منطقية بحتة من معانيها وبأنه لا يجب على أفراد (يعتبرها المجتمع حثالته) مناقشتها...لكنني أتوقع أن المثل الشعبي " اسأل مجرب ولا تسأل طبيب"واضح جدا! وأقول لمن يتخذون الهجوم الديني كأساس بأن يتوقفوا عن القراءة...لأنهم لن يستطيعوا شرع أبواب ما بداخل رؤوسهم...وبذلك لا تفيد كلماتي...أحتاج عقلياتٍ متكونة من تربةٍ خصبة، منفتحة ومتقبلة لكي تستوعب حتى لو جزءاً مما أكتب...لست ضد الدين بتاتا *إذا اتُّخذ كمنهجٍ شخصي لا يتعدى على أسلوب فكْر إنسان آخر*1

الشذوذ

هو الخروج عن المعروف و الصحيح في كل الأمور فيقال شذ فلان إذا خرج عن العرف والعادات الإجتماعية
المثلية الجنسية

هي نوع من التوجه الجنسي يوصف بـالشهوة الجنسية أو الميل في المشاعر إلى شخص من نفس الجنس، وتنطبق سمة

"مثليين" على الذكور و الإناث

التباين الجنسي أو اشتهاء المغاير
هو نوع من التوجه الجنسي يوصف بالشهوة الجنسية أو الميل في المشاعر إلى شخص من الجنس المغاير (المختلف)، وتنطبق سمة "متابين الجنس" على الذكور و الإناث

المثني

من يشتهي أو يدخل في علاقات حب مع الإناث والذكور

اقتباس
عدد المثليين قد يصل إلى 10% من كل البشر، ولكن القليل من المثليين يعترفون بميولهم الجنسية خوفاً على حياتهم أو منعاً لتعرضهم للأذى، ويتضح هذا الأمر أكثر في دول العالم الثالث لما تنصّ عليه تعاليم الديانات )خاصةً الديانات السماوية( التي تعارض بشدّة الممارسات المثلية وتصفها بالشاذة. وبالرغم من تحريم الأعمال المثلية كاللواط والسحاق في الديانات السماوية كالإسلام، المسيحية واليهودية، إلا اننا نجد من المسلمين، المسيحيين واليهود من هو مثيلي

التاريخ

عرف الباحثون من القدم بأن الإغريقيون وضعوا مبادئ أو قوانين ميزت فيما بينهم بالوجهة الجنسية من مثلية أو تباين في الجنس...ومن هنا بدأ التاريخ ...لذلك وجد لديهم الغنى الفكري من تلك القضايا...بدءا من النقاشات والحوارات الحرة الذي كان "بلاتو" يحيها بولائمه وحفلاته ( فيلسوف إغريقي منحدر من عائلة ثرية، ومؤسس مدرسة فلسفية في أكاديمية أثينا، 347-427 ق.م (إلى مسرحيات "اريستوفاني" ( مؤلف مسرحي، 385-448 ق.م.) انتهاءً بتحف الإغريق الفنية وميول بعض القادة الجنسية في ذلك العصر للمثلية، كالقائد (ألكسندر)... ولكن اختلف مدى التقبل لديهم من منطقة لأخرى حسب الإله المعبود آنذاك

الدراسات

هل المثلية الجنسية مرض نفسي أو مشكلة عاطفية؟

ينقسم الأطباء النفسيين والعلماء في هذا الاختصاص إلى مجموعة تؤيد بأنها ليست مرضا، اضطرابا عقليا، أو مشكلة عاطفية/نفسية...وأخرى لا تتفق مع ذلك...لكن خلال 35 عاما من البحوث المصممة خصيصا والمدروسة بشكل دقيق...أكد الكثير باعتبارها ليست اضطرابا عقليا...ولكن السبب في تصنيفها سابقا ( خلال العقود الماضية ) ضمن المشاكل النفسية، بأن أبحاث ونظرة الاخصائيين في الطب النفسي والمجتمع كانت جدا ضيقة...لدرجة أنهم حددوها فقط من دراسة سلوكيات الأشخاص المثيلين القادمين لطلب العلاج والتغيير، ولم يُبذل وقتها أي جهدٍ بدراسة سلوكيات المثيلين الذين عاشوا باطمئنان مع توجههم الجنسي . وبدأت جمعية الطب النفسي الامريكية عام 1973م البحث في هذا الموضوع حتى عُدّلت نظرية المثلية في الكتيّب التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية بعد سنتين من ذلك

هل المثلية الجنسية فطرية، جينية أم مكتسبة؟

عام 1993م قام العالم الأمريكي "دين هايمر" بأبحاث أجريت على أكثر من 400 مثيلي جنسي، والذي ذكر فيها: "أنه لاحظ وجود علامة جينية مميزة على كروموسوم إكس ( المكتسب من الأم ) لـ33 من 40 مثيلي قام عليهم البحث، و سمي ذلك الجين بالجين المثلي. وفي عام 1999م نفي الباحثان جورج إبيرز وجورج رايس صحة النظرية، بقيامهم بنفس الدراسة على تلك المنطقة في كروموسوم إكس على عدد أكبر من المثليين ولكنهم لم يجدوا العلامة المميزة

هناك بعض التصرفات المثلية بين الحيوانات، خاصةً الطيور والحيوانات الثديية، مثل الزرافات والقردة. بعض الناس يؤمنون أن ذلك تشكل بسبب القوة الذكرية في المجتمعات، والمثال على ذلك، ما يحدث داخل السجون عند البشر. ولكن السلوك المثلي متكون لدى البونوبو، وهي حيوانات مثَنَيّة.البجع الأسود الاسترالي يبني أحياناً علاقات جنسية مثلية ويسرق العش من الإناث أو بناء علاقة ثلاثية مع الإناث لأخذ البيض. في مارس 2004، جرت أبحاث في المثلية بين الغنم، والتي تشابه المثلية في الإنسان، كانت متعلقة بمنطقة معينة داخل المخ ذاته. وذُكر أن بعض الأنواع من القرود والفئران تولد وهي تفضل الممارسة المثلية مع نفس جنسها، وخاصة الذكور

تحدّث بعض علماء النفس عن عوامل نفسية عدة قد يكون لها تأثير في تحديد المثلية الجنسية مثل: (فقدان العنصر): تربية الطفل الذكر داخل بيئة خالية من عنصر ذكوري، والعكس صحيح عند الأنثى، أو التجارب السيئة في مراحل الطفولة مع الجنس المغاير، والقناعات التي تُبنى داخل الطفل من قبل المربّي، كلها عوامل قيل بتأثيرها أيضا

ً

هل المثلية تصنف من الأعمال الشاذة الأخرى؟

تمثّل الأعمال الشاذة في: الاعتداءات الجنسية بشكلها العام، الممارسات الجنسية مع الأبوين أو أفراد من العائلة، الممارسات الجنسية مع الحيوانات...الخ.لا تصّنف المثلية من ضمن تلك الممارسات الشاذة، لأنها أولا: تكون برضا وموافقة الطرفين، ثانيا: لا تكون بين شخص بالغ وطفل (يعتبر عمره تحت السن القانوني)، ثالثا: الممارسات بين أفراد العائلة لا تدخل ضمن مفهوم المثلية الصحيح ( بل أُضيفت من قبل الناس، كما أضيف الاعتداء الجنسي أيضا )، رابعا: يقتنع الكثير من المثيلين بتوجههم اقتناعا تاما، والنسبة الموجودة حاليا لا يستهان بها، فنستنتج بذلك أنه لا يصّنف كشذوذ. اما اذا اختل أي مفهوم من تلك النقاط فيكون ضمن التصنيف. العلاقات المثلية لا تختلف بمراحلها ومكنوناتها وتفاصيلها عن العلاقات المتغايرة في الجنس إلا بتوافق جنس الطرفين فقط

هل المثلية هي المسببة لأغلبية الأمراض في العالم؟

الإيدز، مرض ’كابوسي‘ الخبيث، سرطان الشرج، الاضطرابات النفسية...الخ، كلها أمراض أثبت الكثير تواجدها في أفراد مثيلين مارسوا الجنس بين بعضهم. إن صحت تلك الإحصائيات أو لا فإنها تعبّر عن وجود بشر مختلفين عن بعضهم البعض: في العقليات، في التحفظ وفي الانتباه، هنالك احتياطات وقائية مفروضة يجب الوعي عليها عند ممارسة الجنس بشكل عام (كان بين المثليين أو بين متبايني الجنس) وتلك الإجراءات هي المتحكمة في استقطاب تلك الأمراض أو عدم استقطابها، إهمال بعض الأفراد المثليين وعدم وعيهم أثناء الممارسة هو سبب فعال أيضا في ارتباط تلك الأمراض بالمثلية. ولكن لا تمس المبدأ أو التوجه المثلي بتاتا

هل هناك اختلافٌ بين الأفراد المثيلين في تقبلهم لتوجههم؟

نعم، يوجد اختلاف طبعاً بحسب بيئة الفرد، عقليته، ثقافته، تجاربه الشخصية، قوة الأساس الفكري الموجود لديه و ومدى ارتياحه وقناعته لذاته الداخلي، تلك عوامل نفسية وبيئية تتحكم بتقبله لمثليته أو أي اختلاف مكنون. والحقيقة بأن ما شجع على تواجد المثيلية وظهورها المباشر بأن الفرد المثيلي يشعر بتوجهه الذاتي بدون علم مسبق او تأثير خارجي، وذلك يعتبر كدليل على صحة هذا الواقع الغير مألوفَ

اقتباس

بعض البحوث، خاصة ’السلوك الجنسي في الذكر والسلوك الجنسي في الأنثى‘ لـ’آلفرد كنسي‘أثبت أن الناس إذا سئلوا أن يقدّروا أنفسهم على متوالية بين المثلي الكامل والمتغاير الكامل وإذا درس هوية الشخص وسلوكه، الأغلبية من الناس سيكونون مَثَنيّين ولوبجزء بسيط. ويكون ذلك لأن في الحياة، ينجذب الشخص إلى الجنسين، حتى لو كان مؤكد التوجه. ويقول ’كنسي‘ أن الأقلية هم الكاملين من المتغايرين والمثليين، وذلك ما يقارب الـ 5-10% من الناس أجمعين. فكرة ’كنسي ‘ للسلوك والتوجه الجنسي هي الفكرة الأشهر من كل الأفكار العلمـية لهذا الموضوع

قرأتم تلك النظريات العلمية المتناقضة ، المفاهيم المختلفة والأسئلة الحائرة داخل الأذهان، جمعت عدة وقائع ولكنني لم أستطع تدوين كل ما تقف عنده عينيّ، ترجع لكم حرية البحث أكثر، لكنني أتمنى بأني أحدثت تغييرا حتى لو كان طفيفاً أو استطعت إثارة الاهتمام.وفي الأخير أصرخ بأعلى صوتي: أنني وغيري كثيرون ، فخورون بمثليتنا "السيئة الفهم" ( والتي احتار جميع العلماء في تحديد مصدرها ) وأؤكد لكم جميعا أننا نعيش في وئام عالي المستوى مع من نكون ولا نريد أبدا تغيير مكنواتنا وتوجهاتنا لأجلك أيها العالم "الرائع"، قبلت بنا أم لا...فإننا عشنا وسنتعايش بقوة داخلك ونقف أمامك عند اللحظة الصحيحة، عندما نستطيع الإحساس بولادة حقوقنا، كبشر طبيعيين أولا ثم مواطنين ثانيا...فنظرتي للمشكلة ولومي الأكبر علينا نحن المثليين، لأنه يتعين علينا بأن نبذل جهداً في توضيح الصورة المشوشة أمام العامة، ولنبدأ بالأجيال الجديدة والعقول النابضة، ولا نتوقف أمام الأجيال الحالية فقط! لكن على اليد الأخرى تكمن مشكلة ثانية وهي وجود جزء من طبقة معينة في المجتمع، تتباهى وتصنف نفسها بأنها قمة في الفكر، الثقافة والتفتح المتقبل لكل تغير ...وهي في داخلها لا تستطيع مسايرة أي اختلاف ينبض في أجساد أخوانها. فما بالكم بالبقية؟

No comments: